ربما البعض منا يتجاهل عينيه، ببساطة لأنه يستطيع أن يرى على ما يرام، لكن المظاهر يمكن أن تكون خادعة. معظم أمراض العيون خفية في مراحلها المبكرة، وليس لها أعراض ظاهرة حتى تتمكن منا وتحكم قبضتها القوية علينا. يمكن للفحص الدوري لعينيك أن يوقف تطور هذه الأمراض ويمكننا من القضاء عليها في مهدها.
بالإضافة إلى الفحص الظاهري لعيوننا، فإن الأطباء يستخدمون أدوات متطورة للغاية حتى يتمكنوا من التعرف على أي علامات طفيفة تشير إلى شيء غير طبيعي قبل أن نشعر نحن بهذا الشيء. يمكن للماسح الضوئي بالليزر المتصل بالكمبيوتر رصد بداية التغيرات الغير طبيعية في الأوعية الدموية لشبكية العين. ويمكن لجهاز آخر العثور على الخلايا البصرية الغير طبيعية بمجرد تحليل كثافة لون شبكية العين. وأيضا هناك جهاز آخر قادر على تحديد النقاط العمياء المحتملة في مجال الرؤية قبل حدوثها. هذه هي جميع المعدات منخفضة التقنية التي تنقذ رؤية آلاف الأشخاص الذين يصلون إلى أطبائهم في الوقت المناسب.
وماذا لو اكتشف الأطباء أن لدينا مرض مزمن في العين لا توجد له علاجات حتى الآن؟، ما الفائدة إذن من التشخيص المبكر؟. أفضل إجابة هي أنه يساعدنا على تأخير التدهور الخطير في الحالة الذي قد يؤدي إلى فقدان الرؤية. هذا التأخير أيضا يعطينا فسحة من الوقت انتظارا لتطوير العلاجات الجديدة الذي يسير بمعدل متسارع، والعقاقير الجديدة الآن تساهم في إنقاذ ملايين الناس. أيضا الاكتشاف المبكر لهذه الامراض توجهنا إلى استخدام المكملات الغذائية، والتي تساهم في تباطؤ فقدان البصر. ويبدو أيضا أن العلاج بالخلايا الجذعية يظهر نتائج واعدة في مراحل التجربة، وقد يكون في المستقبل القريب علاج لمثل هذه الامراض المزمنة اذا اكتشفت مبكرا. إن النجاحات الأخيرة في العلاج الجيني تظهر تقدما واعدا ايضا. وتجري حاليًا المئات من التجارب السريرية لتطوير المزيد من العلاجات لمثل هذه الحالات إذا تم اكتشافها في الوقت المناسب.
إن المجهود البسيط الذي نبذله من أجل الفحص الدوري لأعيننا هو خطوة أولى جيدة نحو رؤية أفضل وبصر سليم مدى الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق